رسالة من هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا إلى الأمين العام للأمم المتحدة:
الحل العادل لقضية المزارع ولتطبيق القرار 1701 يكمن في الإنسحاب الإسرئيلي منها
وجهت هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا رساالةًً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لمناسبة قدومه إلى لبنان، داعيةً إياه إلى المساعدة من أجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على أجواء لبنان ومياهه وأرضه. وأكدت أن الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والإفراج عن الأسرى في السجون الاسرائيلية تطبيقاً للقرار 1701 والقرار 425، يشكل مدخلاً أساسياً لارساء قواعد السلام في المنطقة.
ودعت الهيئة السيد كي مون إلى زيارة منطقة العرقوب، وبخاصة بوابة مزارع شبعا للاطلاع على وضع الاحتلال الاسرائيلي ميدانياً وعلى معاناة الاهالي من جراء استمرار هذا الاحتلال لمدة قاربت الاربعين عاماً، إضافة إلى حرمانهم من مصادر رزقهم وممارسة كل انواع الاعتداءات عليهم.
ورأت أن تأكيد الامم المتحدة على لبنانية مزارع شبعا وممارسة السيادة اللبنانية عليها لفترات زمنية طويلة قبل احتلالها من قبل اسرائيل، يؤكد صحة ما أوردته الهيئة في مذكراتها ومراسلاتها مع منظمة الامم المتحدة منذ العام 1986 حتى يومنا هذا.
ومما جاء في الرسالة:
سعادة الأمين العام للأمم المتحدة
تشكل الوثائق التي استندتم اليها بغالبيتها الساحقة الملف الذي تقدمت به "هيئة ابناء العرقوب ومزارع شبعا" في اكثر من مناسبة الى منظمتكم الكريمة والى المسؤولين الدوليين والعرب واللبنانيين.
إن الحل العادل لقضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا يشكل المدخل الذي يعيد لمنظمة الامم المتحدة دورها وموقعها ويرفع الظلم الذي ألحقه السيد تيري رود لارسن- مبعوث الأمين العام للامم المتحدة سابقاً- في تقاريره المنحازة لمصلحة الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا والتي شوهت موقف الامم المتحدة لفترة طويلة حول هذه القضية وغيرها من القضايا.
سعادة الامين العام،
اننا نغتنم فرصة وجودكم في لبنان لنضع أمامكم الحقائق التالية:
أولاً: إن الحل العادل لقضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا يكمن في الانسحاب الاسرائيلي منها انسحاباً كاملاً وناجزاً واعادتها للسيادة اللبنانية والسماح لأهلها بالعودة الى ارضهم واملاكهم بعد أن حرمهم الاحتلال الاسرائيلي منها ما يقارب الاربعين عاماً.
ثانياً: نتمنى على سعادتكم وعلى منظمتكم الكريمة التريث في رسم الخط النهائي للحدود بين لبنان وسوريا في منطقة مزارع شبعا الى أن يتم تحرير هذه المنطقة من الاحتلال ويتسنى للاهالي التأكد من تحرير أملاكهم.
ثالثاً: ان المدخل لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 يكمن في وقف الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية ضد لبنان وسيادته براً وجواً وبحراً والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتسوية قضية الأسرى من خلال التفاوض والتبادل، وهذا يؤدي الى استعادة المبادرة من قبل منظمة الامم المتحدة وعودة الروح الى مؤسساتها وحمايتها من الانهيار المهددة به نتيجة السلوك الاسرائيلي والاميركي تجاه هذه المنظمة.
رابعاً: إن اقدام اسرائيل على احتلال مزارع شبعا وتلال مفرشوبا وتهجير اهلها وحرمانهم من حقوقهم وارضهم ومصادر عيشهم طيلة اربعين عاماً، خلّف الكثير من المآسي ومئات الشهداء وآلاف العائلات المشردة والمهجرة وخسائر اقتصادية وصلت حسب الدراسة التي اعدتها "هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا" الى نحو سبعة مليارات دولار. لذلك يجب على الامم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه هذه المأساة وأن تتحرك المنظمات المختصة التابعة لها أو المنبثقة عنها للضغط على اسرائيل ومطالبتها بتحمل مسؤوليات عدوانها واحتلالها المستمر، وأن تتم معاقبتها على هذه الاعمال العدوانية والتعويض على الأهالي عن هذه الخسائر الجسيمة والفادحة.
إن هذا الملف سيشكل محوراً أساسياً للتحركات القادمة لـ "هيئة ابناء العرقوب ومزارع شبعا"، ونتمنى على منظمة الامم المتحدة التجاوب والتعاون وتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف الهام والحساس.
وفي الختام، نتمنى لزيارتكم الى لبنان النجاح في تحقيق هذه الاهداف واستعادة الثقة بمنظمة الامم المتحدة ودور أمينها العام ومؤسساتها.
|